حقوقنا ما تزال بأيدي الداخلية ,,فلسطين نعتذر لك

على بعد بضعة كيلومترات من بيتي في إحدى ضواحي العاصمة تونس , ينعقد الملتقى الثالث للمدونين العرب ,ملتقى شاءه منظموه فرصة لجمع المدونين العرب لمناقشة بعض قضايا الحرية والتدوين, على أرض بلد صنع ثورته بشكل فاجأ العالم ..تونس ..سيدة الربيع العربي

من تونس انطلقت رياح الثورة ذات شتاء وكان لبعض المدونين دور غير هين في نقل حقائق أيام الجمر الى العالم أجمع حين كان الإعلام التقليدي في تونس متقاعسا عن أداء دوره

على بعد بضعة كيلومترات إذن من بيتي يجتمع مدونون عرب أعرف بعضهم وأقرأ لبعضهم وأريد معرفة بعضهم وأردت مقابلة بعضهم
وعلى بعد 1600 ميل عن بيتي يجلس مدونون عرب أيضا يكتبون أيضا عما يحدث في وطنهم وينقلون للعالم صورة ما يحدث على أرضهم ..لكن هؤلاء لم يحضروا الملتقى الثالث للمدونين العرب ,,

لماذا يا ترى ؟
ألم توجه لهم الدعوة ؟ أليسوا عربا ؟ أليسوا مدونين ؟
بلى بلى هم عرب ومدونون ووجهت لهم الدعوة لحضور الملتقى ..لكن هناك جزئية فارقة ,,هؤلاء من فلسطين
ولأنهم من فلسطين لم يحضروا الى وطني تونس .
خذ نفسا طويلا إذن واجلس ان كنت تقرأ ما أقول وانت واقف وإليك ما يلي

اثنا عشر مدون فلسطيني كان من المتوقع حضورهم الى الملقتى الثالث للمدونين العرب في تونس من 3 الى 6 اكتوبر ,,لكن وزارة الداخلية في بلدي رفضت منحهم تأشيرات دخول الى تونس ,رفضت منحهم ومنحت مدونين آخرين عرب
فغاب الاولون وحضر الباقون

الداخلية في وطني وزارة تدعي انها نزعت ثياب العنف واستخدام القوة وتفخر على لسان وزيرها بانها تلقن ضباطها الجدد دروسا في حقوق الانسان أسوة بالدول الديمقراطية في الغرب ,,هذه الوزارة يا اخواني ,,تمارس العنصرية على أصولها وحتى تكتمل صورة التعنت ترفض الى حد الساعة – واليوم نحن في الرابع من اكتوبر – تقديم اي تفسير عن اسباب رفضها منح المدونين الفلسطينيين تأشيرات دخول الى تونس .

الكثيرون من أبناء شعبي ‘ الباهي الطيب” الذي يحب فلسطين ويبكي لحال أبنائها كلما انجرفت شجرة زيتون ” لم يسمع بالملتقى الثالث للمدونين العرب ,,الكثير منهم لا يفهم معنى تدوين ,,لكنه يعرف معنى الثورة ويعرف فلسطين
يعرف ان تونس عربية ويعرف ان فلسطين عربية
يعرف ان تونس صارت عاصمة الثورات ومصدرة لها ويعرف ايضا ان فلسطين ام الثورات العربية قبل قرن من الزمن

بنو وطني كثير منهم لم يعرف وربما لن يصدق ان وزارة الداخلية باسم الحكومة وليس باسم الشعب منعت حق دخول تونس الى شباب فلسطيني يكتب عن الاحتلال ويحلم بالحرية يبحث عن سبيل لابلاغ العالم حقيقة ما يحدث على أرضه ,,سلاحه في ذلك كيبورد وعقل متقد واحلام بغد عربي افضل لجيل قادم او يليه

على بعد 1600 ميل عن تونس يجلس شباب فلسطيني لم يستطيعوا القدوم الى وطني لان حكومة مؤقتة في بلدي استغلت نفوذها لتحرمهم هذا الحق ..وعلى بعد 10 كيلومترات يناقش شباب عرب يشبهونهم في المهارات وفي التفكير ربما وفي الاحساس بدور الشباب في صنع القرار يناقشون قضايا الحرية والتدوين والكفاح ” من أجل حقوقنا الرقمية

بيني وبين المدونين الفلسطينيين 1600 ميل وبيني وبين المدونين العرب المجتمعين الان في بلدي بضعة أميال ,,
قررت مقاطعة الملتقى تضامنا مع من لم يستطع القدوم ,,لأن الحكومة في بلدي لم تمنحهم حق القدوم وهي تدعي أن فلسطين قضيتها وتعترف بحقها في عضوية في الامم المتحدة وتقول ان ثورة الياسمين تتعهد بالتزامها تجاه الشعب الفلسطيني

الشعب الفلسطيني لم يتقدم كله بطلب تأشيرات الى تونس ,,بل فوض 12 شابا وشابة من ابنائه لينقلوا الى تونس والى بقية الدول العربية رسالة عن احلامه عن حقوقه المسلوبة عن ارضه المنتهكة صباحا مساء ويوم الاحد

لكن تونس ” اقصد حكومتها” وهي السلطة التي تتصرف باسم 10 مليون تونسي ” قالت لفلسطين دون النطق بكلمة عفوا ,,لا لن نعطي ابناءك ختم دخول الى تونس ,,ولسنا مطالبين بابداء تفسير ,,

وفي انتظار التفسير والتبرير الذي قد يأتي والاكثر انه لن يأت
تقبلوا يا مدونين فائق تقديري واحترامي
اعتذر عن غيابي لكن حضوري كان سيعني اني اقبل بالأمر الواقع وبأن غياب اصدقائي في فلسطين قضية ثانوية بالنظر الى اهمية الملتقى ,,ربما الملتقى مهم ومهم جدا ,,لكن غياب الفلسطينيين عنه أهم بكثير في نظري
موقفي شخصي يعبر عن قناعتي الشخصية ,,نعم أدين حكومتي واطالبها بالتوضيح ولن اغفر لها
واتمنى من اي حقوقي يقرأ هذه التدوينة ان يقف معنا في رفع شكوى ضد الداخلية
اعتذر للاخوة في فلسطين عن هذا الموقف ” المتخاذل” للسلطات في تونس

واتمنى التوفيق لمن دون ويدون من اجل الحرية في السند والهند

ما زال على هذه الأرض ما يستحق الحياة

هذا المنشور نشر في اشياء عربية. حفظ الرابط الثابت.

12 Responses to حقوقنا ما تزال بأيدي الداخلية ,,فلسطين نعتذر لك

  1. أبناء فلسطين يحيوا موقفك النبيل ، شكراً لك.

  2. Saleh Dawabsheh كتب:

    كاحد المدونين الفلسطينيين الذين تم منعهم، اقول لك شكرا جزيلاً، لامست كلماتك قلبي، وشعرت بحب عميق في قلبك وشعرت بقوة صارخة

    انا اقول لك باسمي وباسم من كنت معهم اليوم، داليا عثمان، ورشا حلوة وثمينة حصري بأننا نقدر موقفك، ولكننا ندعوك هنا من مسافة 1600 ميل ان تذهب الى المؤتمر وتشارك، وتشعل هذا الموضوع، وتساعد في نشر العريضة الالكترونية، وتمدهم بكل ما اوتيت من خبرة وقوة للحصول على تعليل او اعتذار، وعلى الاقل دع هذا الموضوع يصل الجميع.

    نجبك جدا لموقفك وسنعشقك لو التحقت في المؤتمر وقدمت لنا اكثر 🙂

    دمت بتقدير وحب واحترام،
    صالح دوابشة

    • wajd كتب:

      اقدم كل ما استطيع ,,لكن مقاطعتي لا رجعة فيها
      حضور الملتقى كان مهما لكن الان احداث اخرى جدت صارت هي الاهم واقصد غيابكم انتم ,,
      حضوري يعني قبولي بغيابكم ,,هذا الملتقى ينعقد بعد الثورة في وقت نظن فيه ان قيودا كثيرة ازيلت ,,لكن اكتشف ان غيابكم صار امرا ثانويا وهو ليس بثانوي
      اقول لكم ان بعض القائمين على تنظيم الملتقى كان محروما من جواز سفره قبل الثورة ومن دخول تونس,, يفترض به ليوم ان يعرف ويشعر بما تشعرون
      ولان ذاكرتي غير قصيرة ,,قررت المقاطعة

      • mabdaaa كتب:

        بغضّ النّظر عن الحضور أو المقاطعة في حدّ ذاتها، ما أحترمه كثيرا في هنا هو الشّعور بأنّك تتبنّين قضيّة و تدافعين عن مبدأ إذ لا شيء أضرّ اجيالا من العرب كالاّمبالاة .

  3. Saleh Dawabsheh كتب:

    اعتذر، خاطبتك بصيغة المذكر 😦

  4. nisreen mazzawi كتب:

    حضرنا بغيابنا ولا زلنا نحلم بيوم لا تفصلنا فيه عنكم لا حدود ولا جوازات ولا تأشيرات دخول…
    نسرين مزاوي – مدونة من فلسطين

  5. نوفل كتب:

    شكراً على موقفك المشرف فعلاً ما زال هناك من يستحق التدوين
    http://iraqiblogs.blogspot.com/2011/10/blog-post_05.html

  6. أيهم سليمان كتب:

    أختي الكريمة ليس فقط الفلسطينيون هم الوحيدين الذين لم يحضروا، أو لم توجه لهم دعوات….

    هنالك الكثيرين من الأحرار الشرفاء اللذين لم يناسب المنظمين (وليس فقط وزارة خارجيتكم التي أنت أدرى بحالها مني) حضورهم….
    أتعلمين لماذا؟

    لأن هنالك توجه من (منظمات تدعي تقديسها للحريات) أن يظهر البعض على أكتافنا بأنهم الجيل العربي الجديد… وما هم إلا مدونون منافقون تم شراءهم بالمال….
    للصراحة قد خدعونا أولاً بكلماتهم البراقة بحب فلسطين وبحب المقاومة وبحب العروبة….. ليتبين لنا لاحقاً بأنهم مجرد (ليبراليون أمريكيون) كل همهم المال، والمال فقط، وما الحرية التي يدعون إليها إلا نفاق رخيص.. ليبرروا لأنفسهم أفعالهم الخائنة..

    لقد أغلقت الآف الصفحات للثورة الفلسطينية على الفيس بوك، وبات البعض من مدونين المال هم وسط الساحة، ينالون الجوائز من أكبر المنظمات العالمية واشهرها، على أنهم رعاة الديمقراطية وحرية التعبير…. لكنهم يغلقون أفواهنا المنادية بالحقيقة والحقوق.

    لعن الله كل من باع ضميره، وأدعى نفاقاً الحرية لقبض المال.
    دمت بود.

  7. داود بركات كتب:

    الثورات الشعبية السلمية لا بد أن تتواصل بكل قوة. لا مجال بعد اليوم للتستر على أحد، لا بد من المحاكمات الشعبية والضغط على الوزراء والأحزاب حتى ينصاعوا لرغبة الشعوب الحرة، أو يتركوا مناصبهم. يؤسفني ما يحصل في تونس ومصر، وأتمنى للجميع التوفيق.

  8. Yasser Taima كتب:

    لن ترفرف أعلام الحرية على تونس إلا بإزالة مبنى وزارة الداخلية عن الوجود و إلغاء هذه الوزارة، وزارة التجسس الداخلي و الإرهاب الوطني، و إحالة كل ضابط و موضف إلى الإستجواب فإما أن يحاكم على مناصرته للقمع و إما أن تثبت برائته. لم تقم هذه الوزارة أبدا بالدفاع عن البلاد بل تدافع دوما على أنصار الدكتاتورية ضد الشعب و ملفاتها عن المواطنين بمئات الآلاف تشهد على ذلك.

  9. ربما يكون ردي متأخر بعض الشيء يا وجد فاعذريني واقبلي شكري شكري وشكر كل أولئك الذيم حرموا من الوصول إلى تونس على موقفك النبيل
    عزائنا يا صديقتي أنا اكتسبنا صديقة ربما نراها قريبا لا يهم اين في غزة أو في تونس المهم أننا نراها ونحس بها وتحس بنا
    شكر لك مرة اخرى

    • wajd كتب:

      مرحبا بك صديقي خالد ,,لك أن تكتب ما تشاء حين تشاء ..لم تتأخر أبدا ,لأن كل ما يأتي من فلسطين عزيز علي أيا كانت المواعيد ..سعدت كثيرا بالتواصل معك ومع المدونين في فلسطين ,,ليس البعد ما يمنع الصوت من الوصول ولا الصدق من العبور ,,وعدت نفسي منذ صغري بأن أشعر بكل نبض فلسطين حتى آخر رمق وأرجو أن لا انكث عهدي
      سنلتقي ..في تونس أو في غزة ,,في أي رقعة من تلك الأرض العزيزة,,رأيت قوافل الحرية تصل مرافئ فلسطين دوني أكثر من مرة ..يوما ما سآتي ,دمت بخير صديقي

اترك رداً على Yasser Taima إلغاء الرد